هجوم مسلح على منتخب بليز في هايتي يهدد مباراة تصفيات كأس العالم

في حادثة مروعة، تعرض منتخب بليز لكرة القدم لاعتداء من قبل مسلحين متمردين مدججين بالأسلحة الثقيلة في دولة هايتي، وذلك قبيل المواجهة المرتقبة بين المنتخبين في إطار تصفيات كأس العالم 2022 التابعة لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (الكونكاكاف).
وسجل مقطع فيديو مروع تفاصيل الواقعة، حيث قامت مجموعة من المسلحين بإيقاف حافلة منتخب بليز بعد لحظات قليلة من وصول البعثة إلى الأراضي الهايتية، وذلك استعدادًا لخوض التصفيات الحاسمة المؤهلة لكأس العالم.
وأفاد مسؤولون من داخل منتخب بليز في بيان رسمي صادر عنهم بأنهم كانوا في طريقهم من المطار صوب الفندق الذي سيقيمون به، وذلك قبل ثلاثة أيام من الموقعة المنتظرة أمام منتخب هايتي، حين اعترضت طريقهم مجموعة من المتمردين المسلحين الذين يستقلون دراجات نارية، وقاموا بتهديدهم بالأسلحة.
وأظهرت التسجيلات المصورة التي تم التقاطها من داخل حافلة الفريق العشرات من الرجال، وبعضهم يحمل أسلحة نارية ضخمة، وهم يأمرون السائق بالتوقف على جانب الطريق، وذلك على الرغم من وجود حراسة أمنية مشددة تتألف من أربعة رجال أمن مكلفين بحمايتهم.
وأوضح مسؤولون في دولة بليز أن رجال الشرطة اضطروا للدخول في مفاوضات مع المتمردين، وذلك بهدف إقناعهم بالمغادرة دون إلحاق أي أذى بأفراد المنتخب، ولحسن الحظ، تم السماح لهم بمواصلة طريقهم دون وقوع أي إصابات تذكر خلال هذا المواجهة المؤسفة.
ولم تتوفر حتى اللحظة أية معلومات مؤكدة حول ما إذا كانت بعثة منتخب بليز قد اضطرت إلى دفع مبالغ مالية للمجموعة المسلحة مقابل السماح لهم بالمغادرة.
وعقب الحادثة، صرح مسؤولون بالفريق قائلين: "هذا الوضع لم يكن من المفترض أن يتعرض له الفريق على الإطلاق".
وفي هذه الأثناء، ينتظر مسؤولو الاتحاد الهايتي لكرة القدم القرار الذي سيتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بشأن مصير مباراة التأهل لكأس العالم بين منتخبي هايتي وبليز، والتي كان من المقرر إقامتها يوم غدٍ (الخميس).
وصرح مدير الاتصالات في الاتحاد الهايتي لكرة القدم، تيسييه جينتي، بأن خبيرًا أمنيًا من الفيفا قد التقى بمسؤولي المنتخبين بعد ظهر يوم الثلاثاء.
وكان الخبير الأمني التابع للفيفا قد وصل إلى هايتي صباح يوم الثلاثاء، أي بعد يوم واحد من وقوع الحادثة، وقام بجولة تفقدية في العاصمة لتقييم الوضع الأمني على أرض الواقع.
وتشكل هذه المباراة منعطفًا حاسمًا ومصيريًا لمنتخب بليز، حيث يسعى جاهدًا للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 في دولة قطر، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق في تاريخه.
وتشير التقارير إلى أن المسلحين الذين كانوا يستقلون الدراجات النارية هم أعضاء في جماعة منشقة يطلق عليها اسم "فانتوم 509"، وتضم ضباط شرطة حاليين وسابقين يشعرون بالاستياء، وقد وصفتهم وزارة الخارجية الأمريكية عبر موقع تويتر بأنهم مجرمون.
وأصدر اتحاد كرة القدم في بليز بيانًا رسميًا أعرب فيه عن "خيبة الأمل والاشمئزاز" إزاء هذا الحادث، مؤكدًا أن لاعبيه يواجهون صعوبة بالغة في التركيز على المباراة وسط هذه الأجواء غير المستقرة أمنيًا، وعدم وجود ضمانات لتأمين البعثة بعد انتهاء المباراة.
وأعرب مسؤول في الاتحاد الهايتي عن أسفه الشديد لأن حالة انعدام الأمن السائدة في البلاد، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لمعظم الهايتيين، باتت تهدد الآن بتقويض قدرة المنتخب الوطني الهايتي على اللعب على أرضه ووسط جماهيره.